أيهما أكثر تقديسا وإعلاءا لحرية الإنسان ؟ تعليمه ليختار بحرية وعن وعي أم منعه وتقنين حريته ؟
قرأت مقالك بالشروق ووجدت أنك تتحدث من منطلق تشريعي ومن منطلق حقوق الإنسان لذا فأسمح لي أن أرد عليك من خلالهما أيضا
إذا تحدثنا من منظور تشريعي فالله أوصي بالإبتعاد عن الزنا مثله مثل أي خطية أخري ، وفي الكتاب المقدس قال المسيح : "كل من ينظر لأمرأة ليشتهيها فقد زنا بها في قلبه"
( متي 5 : 27 )
الله كان بإمكانه تسهيل الأمر علي الإنسان بحيث يلغي غريزة الرغبة الجنسية فيرحمه من تلك الخطيئة ... لكن الله قدس حرية الإنسان في الإختيار ... الإنسان حر أن يخطئ وهذا ليس تشجيع من الله للإنسان علي الخطأ ولكنه تدريب للإرتقاء بذاته الإنسانية والترفع عن الخطأ ... "ان احسنت افلا رفع و ان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة و اليك اشتياقها و انت تسود عليها" ( تكوين 4 : 7 ) ... الخطية أيا كانت موجودة بإستمرار أمام الإنسان مهما حاولت حجبها .. الإنسان وحده هو من يستطيع أن يرفضها ويمتنع عن القيام بها .
لذا فانه غير مسموح لإنسان أن يتخذ دورا تشريعيا ليس من إختصاصه أو يزايد علي التشريع ويقنع الناس أن هذا هو الأفضل لهم من باب الشرع ... الشرع أتاح حرية الإختيار وليس حرية المنع ...وإذا كان الشرع يحكم بالمنع فلم وجد الإختلاف ولم وجدت الحرية من الأساس ؟!... الشرع لم يُقِم أناس ليصبحوا أوصياء علي الأخرين ... إن أعظم دور للشرع هو تقديس فكرة الإنسانية ذاتها وإعلاء قيمة الإنسان كسيد قراره وليس كتابع عليه أن يطيع فقط .
أما بالنسبة للمنطلق الإنساني والحقوقي فوجودك كنائب للشعب لا يعطيك الحق في رؤية الأفضل لهم ... فأنت يا سيد حمزاوي ممثلا لهم ولست وصيا عليهم ... هل قمت بإستفتاء في دائرتك حول إتخاذ هذا القرار ؟ هل طرحته عليهم أم أنه من نتاج تفكيرك الشخصي ؟!
أما بالنسبة للمجتمعات الديموقراطية التي حجبت المواقع الإباحية فتلك الدول قدمت تعليما وثقافة جنسية في المدارس أولا وعرفت النشأ علي خطورة تلك الممارسات ولم تمنعه لمجرد المنع .
هناك سؤال هام أرجوا إجابتك عليه ... لماذا يتحفنا كل من جلسوا علي كراسي البرلمان – بل وقبل أن يجلسوا عليها - بأن أول إهتماماتهم هو محاربة الجنس ؟ هل المواقع الإباحية هي ما تعطل أمتنا العظيمة عن التقدم والإزدهار ؟؟ لماذا لا نجد من يتحدث عن الفساد في الداخلية والقضاء بتلك القوة والكثرة ؟؟؟؟ أليس في فساد هاتين الجهتين ما هو أكثر إضرارا بالصالح العام ؟؟؟ أليست إنتهاكات الداخلية والقضاء هو شئ يخالف الشرع ويخالف حقوق الإنسان ؟؟؟ لماذا كل هذا الإهتمام بتلك القضية دون غيرها من كل النواب اللذين أطلوا علينا في الفترة الأخيرة سواء ليبراليين أو علمانيين أو إسلاميين ؟؟؟؟ لماذا لا يقدم أحد منهم أي مشروع عن التعليم أو الصحة؟؟؟ هناك العديد من المرضي يحتاجون جل إهتمامكم ... هناك العديد من الأطفال الغير متعلمين في دائرتك لا يجدون مدرسة ... إن التعليم الصحيح وفهم الدين هو السبيل لتقبل الأخر وإحترامه بحيث يختار الشخص ألا يختار موقع علي الإنترنت بعينه ... التعليم الجيد هو ما يجعل الرجل إحترام المرأة وتقديرها وعدم قبول إمتهانها .
أيهما أكثر تقديسا وإعلاءا لحرية الإنسان ؟ تعليمه ليختار بحرية وعن وعي أم منعه وتقنين حريته ؟
إذا كان ما يشغلك حقا هو تكريم جسد الطفل والمرأة ومنع إنتهاكه فماذا إتخذت من إجراءات لمنع إنتهاك حقوق المرأة التي يضربها زوجها ؟ لماذا تحدثت عن حقوق أطفال يتم إستغلالهم جنسيا علي الإنترنت وتجاهلت معالجة قضية أطفال الشوارع التي تنتهك حرمة حياتهم للأبد ... لقد عملت كمتطوع لفترة في إحدي المنظمات التي تهتم بأطفال الشوارع وفوجأت بعدد الأطفال اللذين يتم تأجيرهم وإغتصابهم بشكل منتظم ... أين نواب الشعب من تلك القضية ؟
كلنا يا سيد حمزاوي ضد إنتهاك جسد المرأة والرجل والطفل جنسيا أو بأي طريقة غيرها وأنا عن نفسي وأثق أن الغالبية ضد إستخدام المواقع الإباحية ومقالي هذا ليس ترويجا لها أو تشجيعا لإستخدامها .... لكن حينما تخرج علينا في هذا التوقيت بهذا التصريح وكأنا هذا هو جل ما يدمر مستقبل هذه الأمة فهذا من شانه أن يطرح لدي العديد منا الكثير من التساؤلات والمخاوف حول المستقبل ... ولا أخفي عليك ولا هو خاف علي أحد أنك تعد من أقوي ممثلين التيار الليبرالي في البرلمان القادم وأكثرهم ظهورا علي الساحة الإعلامية وأشهر وجه ليبرالي لدي الشارع ... فحين تخرج بهذا التصريح في هذا التوقيت بالذات فلا تستغرب كم الإنتقاد وعلامات الإستفهام الموجهة لك ...
مقال السيد عمرو حمزاوي بجريدة الشروق :
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=18012012&id=65d328b0-0a55-49ec-b8ec-2a589c8bd17f
رد رائع يا لارى ... هو من الواضح ان الشيخ حمزاوى بيرمى لبعيد ..
ردحذفأحييك جدا يا لاري :)
ردحذف