الأربعاء، 15 فبراير 2012

غدا ...


 لذا فأنك حينما تراه في التليفيزيون ستمصمص شفتيك وستقول : بلطجي


-        غدا لن يجد هذا الطفل المال الكافي لتلك الأسطوانة أو لن يجدها أصلا ... وحينها لن يجد أمامه إلا أن يقطع هو وأقرانه الطريق إحتجاجا ... وغدا ستُطلق عليه بلطجي وقاطع طريق ويعطل حركة أنتاجك .
-        غدا لن يذهب هذا الطفل للمدرسة لأنه سيقف في طابور طويل منتظرا دوره ليأخذ الأسطوانة وبالتالي لن يجد الوقت الكافي ليتلقي العلم مثلك ... ولكنه سيتعلم ... حتما سيتعلم كراهية المتنعمين في منازلهم الذين سيُطلِقون عليه جاهل وهم لا يقدرون مأساته .
-        غدا لن يتعلم تاريخ محمد علي ولا رفاعة الطهطاوي ولن يسمع عن غاندي ولا مارتن لوثر كينج ولكنه سيتعلم حتما من أقرانه كيفية تطفيش الخزن وكيفية شد الكلة وكيفية تقطيع الحشيش .... وغدا ستـُطلق عليه حشاش وبيشم كلة .
-        غدا لن يجد الوقت ليذهب لكنيسة أو مسجد .... لكن سيأتيه تجار الدين في الطابور يعلموه الكراهية والتعصب ... وغدا ستُطلق عليه متطرف .
-        غدا لن توفر الحكومة له شيئا لأنها تتمني له أن يظل في جهله وفقره وأحتياجه حتي تتلقي هي المعونات – علي قفاه – وبالتأكيد ستذهب إلي جيبها .
-        غدا لن يجد هذا الطفل الوقت ليحب فتاة ويصادقها ... فمن وقفته أمام الطابور سيتعلم كيف يغازل ثم يغتصب ... غدا سيصبح توربيني جديد ... وغدا ستُطلق عليه ذئب بشري ويتطالب بأعدامه تطهيرا للمجتمع .
-        غدا سينفجر الغضب في نفس هذا الطفل و سيطالب بحقه ولأنه لم يتعلم كيف يطالب به بأسلوب متحضر مثلك نتيجة الظروف السابقة فمن المحتمل أن يشعل نيرانا أو يدمر مبني أو يمزق كتابا ... وحينها ستتهمه بالتخريب .
-        غدا لن يجد هذا الطفل الوقت ليعمل كي يوفر مالا يشتري به ملابس نظيفة وسيطلق ذقنه توفيرا للنفقات لذا فأنك حينما تراه في التليفيزيون ستمصمص شفتيك وستقول : بلطجي
-        غدا سيكون هذا الطفل في طابور العيش وطابور الأنابيب فلن يجد الوقت الكافي ليتعلم كيف يطالب بحقوقه أو حتي يتعرف عليها ، لذا فأنه فعندما يأخذه رجل أمن و يحتجزه في قسم شرطة ليسقط عليه تهمة وراء الأخري ويصوره لك في الأعلام كمجرم خطير ستصدقه حتما وستصفق للضابط وتشكره وتتمني لهذا الطفل الفناء وتفرح بما يحدث له .
-        غدا ستتغاضي عن سرقة الملايين من ميزانية الدولة طالما اللص يرتدي حُلة أنيقة ويجلس علي كرسي وزاري وستترجاه أن ينجيك من هذا الطفل الذي يسرق حقيبة يد أو بطارية سيارة .
-        غدا سيأتي حتما ... وسيأتي معه هذا الطفل ...ونظرتك له اليوم هي التي ستغير الطريقة التي سيأتي بها غدا ... 

هناك تعليق واحد:

  1. للاسف التحذير اتى متأخرا حوالى 15 سنة فقط ولكن لا يأس مع الامل فى الاصلاح فلبدأ فى الترميم والله معنا

    ردحذف