" سأتلم ... وستتألم معي ... فعدالة السماء لن
تتغاضي عن جرمك الذي فعلته عمداً بنا " .... تذكرتها و أنا أزفر
محاولا أخراج الألم من جوفي ....
"
أبحث لك عن أخري غيري فأنت لا تهتم إلا بنفسك "
" لا أصدق قسوتك ... أنت تفعل هذا بي وأنت تعلم أني
مريضة ؟ "
" لن نعود أبدا كما كنا إن فعلت هذا "
كان البخار يتصاعد معلناً نيتي و قراري الذي حسمته ، كان
الحديث بيننا مجرد تحصيل حاصل وكانت تعلم هذا يقينا ، ولكنها أصرت أن لا تخسر
الحرب معي بدون أن تقاتل لأخر رمق ...
أهتزت كقطار يعبر تحويلة ، كانت هذه الكلمات التي لم
أنطق بها ووجهي الذي حولته عنها حتي أتقي نظراتها الفاضحة لنواياي الأنانية مسمارا
أخيرا يدق في نعش علاقتنا ...
تصاعد البخار أكثر ... وألتفتت هي إليه و غضبها يتصاعد
أكثر وأكثر ... ثم أشاحت بوجهها و قالت مؤنبة ....
"أعتقدت أنك تغيرت ، كنت أظن أنك صرت تهتم لأمري و
تسعي لراحتي ... كانت الأيام الأخيرة بيننا مثل حلم بالنسبة لي ، ولكني كنت حمقاء
... لم أستمع لذلك الصوت في داخلي ، كان حدسي صحيحا ، أعطيتك أكثر من فرصة و لكنك
أبدا لن تتغير ... أنت تعلم أنني لن أقوي علي الألم الذي ستصنعه بي "
كانت تعلم يقينا ماذا أنا بفاعل بها منذ أن دلفنا إلي هذا
المكان ... لم تأت مستسلمة ... لكنها جاءت لأنها أبت أن تتذوق الألم بمفردها دون
أن تترك كلمات تحذيرها لي معلقة علي جدراني للنهاية ، لتذكرني بخيانتي و الألم
الذي ألحقته بها ...
أمتدت يدي لتطفئ النار ، فكلنا يعلم أن في تلك الأمور يُفضّل
أن تطفئ اللهب قبل أن يصل الأمر إلي درجة الغليان التي ستعجز عندها عن أن تنتفع حتي
بالقدر الضئيل الناجم عن قرارك ...
بكت ، أنتحبت ... ثم صمتت ... كبرياءها منعها أن تستجدي
أكثر وهي تعلم علم اليقين أنني ماض قدماً في قراري ....
تهدج صوتها ... ثم صمتت تماماً و أنا أقوم بما فعلته
.... غمرتها الملوخية و أستعمرت أركانها ... تعلقت أوراقها الصغيرة بجدرانها ... أتيت
علي طبق الملوخية بأكمله بينما كانت هي – معدتي – تختنق بكلماتها وبالطبقات اللزجة
الخضراء ...
ستصمت قليلا ثم تنفجر ... ستتلوي بالألم و لكنني لن
أتركها ... حتما سأتلوي بالألم معها فقد كان طبق الملوخية كبير بما يكفي ليبقيني
أتردد علي الحمام محاولا أسعافها كل ربع ساعة ...
" لن تنجح في إطفاء النيران المشتعلة بداخلي مهما
تجرعت من الرايب " .... تذكرت جملتها تلك
وأنا أهرع نحو الثلاجة ...
"لن يجدي ال سفن أب نفعا .... فأنت من جنيت علينا و
أنت تعلم أنه فقد تأثيره " .... رنت
كلماتها وأنا أرتعش غضبا بحثا عن كان السفن أب دايت التي أحتفظ بها لتلك المناسبة
خصيصا ولا أعلم من أخذها من الثلاجة !!
" سأتلم ... وستتألم معي ... فعدالة السماء لن
تتغاضي عن جرمك الذي فعلته عمداً بنا " .... تذكرتها و أنا أزفر
محاولا أخراج الألم من جوفي ....
" سيعلم الجميع ما صنعته بي ... ولن تنجح في إخفاء
الأمر " ... نظرت لي أمي بأستغراب وهي تسمع صوت
"الكركبة" النابع من معدتي بينما كنا نجلس علي الكنبة نتابع التليفيزيون
....
"أخبرني.... لماذا تفعل هذا بنا؟" ... لا أعلم .... الملوخية لا تقاوم ... ثم أن غدا أجازة وسأذهب للحمام
كلما شئت ... لو كان لدي عمل غدا لما أقدمت علي هذه الخطوة ...
"صرت أحب أيام عملك ... فأنت تهتم بي أكثر كلما كنت
في العمل"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق