سأقول أني لا أرتاح إليهم... كيف تضمن أن الطبيب
النفسي غير مريض مثله مثلك؟ بل أكاد أُجزِم أنهم مرضي نفسيون أكثر من المرضي
أنفسهم!!
بالله عليك...كيف يُحافظ علي صحته النفسية وهو الذي
يستمع لشكاوي الناس و عقدهم الشخصية طوال النهار؟ ألا يفقد الثقة و الأمل في
البشر؟ ألا يفقد إيمانه بالخير و السلام و الحب؟ ألا يتوتر و يرتبك و يُصاب بالهلع
من هول ما يسمعه؟
ماذا يدرّسونهم في كلية الطب، وما هو المقرر السري
الذي يحافظ علي سلامة نفسية الطبيب كما تَحفَظُ علب التابروير اللعينة ثمرات
الطماطم من التعفن؟ إن كان لديهم هذا الكتاب السري ألا يعدوا مرضي لإحتفاظهم به
لهم وحدهم؟
لِمَ لا يوزعوه علي كل البشر؟ الملاعين يفعلون كل
هذا من أجل المال، و لكي لا يصاب سوق عملهم بالكساد...!!
يقول زياد رحباني : "هل تظن أن المستشفي تتمني
أن يسير الناس حولها كالأحصنة؟ ألا يريد الطبيب أن يعمل هو الأخر؟"
أتخيل طبيب نفسي يقرأ هذا المقال و يقوم بتحليلي من
خلال هذه السطور و يبتسم بمنتهي الثقة و بسخرية و هو راض عن نفسه، و يمتلئ ذهنه
بالعديد من العبارات اللاتينية المعقدة التي تُلَخِصُ حالتي المرضيّة.... يا
هذا... أيها الطبيب يا من تقرأ... أنت أحمق!! لست أكثر صحة مني!!
وغد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق