المسيحيين يعملو إيه في مواجهة اللي بيحصل ؟ يصلوا ولا يشاركو ويدافعوا ويعتصموا ؟ يردوا علي ضرب النار بضرب النار وعلي الحرق بالحرق ؟ ولا يقعدوا يصلوا في بيوتهم ؟ ولا يقفوا قدام الكنايس ويستشهدوا ؟
أنا مش قسيس ولا شماس ولا شيخ ولا حاجة ... أنا مواطن مصري مسيحي بقول رأيي علي حسب فهمي البسيط وذكائي المحدود ودراستي القليلة ، بس ده اللي أنا شايفه صح ولازم يحصل في وسط ظروف حرق الكنايس والهجوم عليها وتهديدات السلفيين ، وكمان بالمرة المشاركة السياسية أصلا لأن دي عليها دوشة كبيرة .
أولاً لازم نبقي عارفين وحاطين في دماغنا إن الهجوم علي الكنايس واللبش ده ليه سببين : أولهم سبب سياسي هدفه زعزعة الأمن وتشويه الثورة وإعادة المصريين للندم علي عهد مبارك والإستقرار الأمني الوهمي اللي كان بينعم علينا بيه ، وثانيهم : إن في إضطهاد فعلا للمسيحيين ، واللي ينكر ده يبقي يا إما بيتعامي عن الواقع أو فعلا مش عايش الواقع .
ثانيا ًاللي بيحصل ده كله المسيح قالنا عليه ونبأنا بإن المسيحيين هيعيشوا أيام صعبة في أخر الزمان ... في لوقا 21 بيقول المسيح :
( وَإِذْ كَانَ قَوْمٌ يَقُولُونَ عَنِ الْهَيْكَلِ إِنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجَارَةٍ حَسَنَةٍ وَتُحَفٍ، قَالَ: هذِهِ الَّتِي تَرَوْنَهَا، سَتَأْتِي أَيَّامٌ لاَ يُتْرَكُ فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ. فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَامُعَلِّمُ، مَتَى يَكُونُ هذَا؟ ومَا هِيَ الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَصِيرُ هذَا؟ فَقَالَ: « فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلاً، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا . ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ، وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَبْلَ هذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ، وَتُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَوُلاَةٍ لأَجْلِ اسْمِي. فَيَؤُولُ ذلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً. فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. وَسَوْفَ تُسَلَّمُونَ مِنَ الْوَالِدِينَ وَالإِخْوَةِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَصْدِقَاءِ، وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ. وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ. بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ.)
فا ده المفروض ميكونش غريب علينا ولا المفروض نتفاجئ بيه ، لكن المفروض إننا نصبر ونتحمله ... ثانية واحدة مخلصتش كلامي ... نتحمله لكن لا نستسلم له ، في فرق بين إني أبقي عارف إن أنا هعيش أيام إضطهاد وإني أستسلم للإضطهاد .
أنا عن نفسي من كتر ما بسمع اراء الناس لاحظت إن في نسبة كبيرة بتقول لازم نصلي ونسيب ربنا يتدخل ... أنا أسف معتقدش إن ده الحل ... الحل في وجهة نظري الصلاة والعمل ... الصلاة امرها سهل كلنا عارفين إزاي نصلي لكن الفرق هو في العمل ... إيه العمل اللي المفروض المسيحيين يعملوه ؟
المسيح كان ممكن يريح أتباعه بإنه يأمرهم بالذهد في العالم والخروج للصحراء والبعد عن كل ما هو ماديات لكن المسيح قال : أنتم ملح الأرض أنتم نور العالم (متي 5 : 13 ) لكي يرو أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات (متي 5 : 16 )
المسيح كان ممكن يخرجنا من العالم عشان يحفظنا من الإضطهاد لكن قال : لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير (يوحنا 17 : 15 )
المسيح دايما يدعونا للعمل وسط العالم والتأثير فيه بإيجابية .
وفي طريقة الحياة في العالم الشرير وطريقة مقاومة الشر المسيح مقالش أبدا إننا لازم نسيب الحياة ونذهد فيها لدرجة الإستسلام لكل ما يحدث فيها والإستسلام للإضطهاد ... ولا برضه قال صلوا بس ومتعملوش حاجة غير كدة .... المسيح كان بيصلي وبيدعونا للصلاة لكن وقته كان بيقضيه برضه في إجراء المعجزات والإجابة عن أسئلة الناس وتعليمهم تعاليم عن الحياة المسيحية وتوصيتهم إنهم برضه يعملوا ويصلوا في نفس الوقت.
كانت طريقة المسيح بالإضافة لضرورة الصلاة هي عدم مقاومة الشر بالشر (متي 5 ) ... يعني لو واحد هدلي كنيسة مهدلوش بيته ولا الجامع بتاعه ولا أرد عليه بنفس الطريقة اللي رد بيها علي ... المسيح بيطالبنا بحاجة صعبة وفوق المنطقي .... منطق العالم اللي يضربك إضربه ... اللي يشتمك إشتمه ... اللي يهينك هينه ... لكن المسيح مطالبش أتباعه إنهم يردوا بنفس الطريقة.
تطبيق ده بقي عمليا وفي الوقت اللي إحنا فيه ده من وجهة نظري اللي تحتمل الخطأ إن الإنسان المسيحي لازم يكون له دور ويشارك في كل اللي بيحصل ... مش إنه بس يقعد يصلي عشان وطنه وحمايته وحماية كنيسته –ده واجب علي كل مسيحي ومسلم- وإلا ميبقاش وطني أصلا ولا مسيحي ... وأنا متأكد إن الثورة والتغيير اللي بيحصل والعدالة اللي هتتحقق والفساد اللي بإذن ربنا هيقل - مش هيخلص لأن دي الطبيعة البشرية - ده إستجابة لصلوات ودعوات مسيحيين ومسلمين كتير من سنين .
لكن لو مكانش المصريين نزلو يطالبو بالتغيير والحرية ربنا برضه مكنش هينزل صاعقة من السماء تاكل كل الفاسدين اللي في مصر وتغير نظام الحكم .
الموضوع عامل زي النكتة اللي انا حاططها عنوان للمقال .... مرة واحد قعد يصلي 30 سنة يقوله يا رب إديني إبن يا رب إديني إبن ... فا ربنا رد عليه وقاله : طب إتجوز ..... إعمل دورك وأنا هساعدك .
وسط ما أنا بكتب المقال ده وبراجع مقالات واراء ناس تاني عن موضوع المواطنة والكنيسة والمسيحي إكتشفت حاجة مهمة ، وهي إن الشخص المسيحي لا يجب عليه إنه يطالب بحقوق أكتر من إنه يكون إنسان بيدي حقوق ... يعني يزرع العدل ويزرع الخير ويساعد علي السلام في المجتمع .... لكن في حاجة مهمة ... مش معني إنك متطالبش بحقوق إنك تتنازل عنها ... مينفعش تطالب بحقوق شخصية ولتثبيت ملكك وسيطرتك علي الأرض لأن إنت مش باقي فيها ومش هي أخرتك ... لازم تطالب بحقوق الغير وحقوق العامة ... لكن مش معني إنك تطالب بقانون مثلا يحمي رجل الشرطة أثناء مواجهته للبلطجية يبقي إنت كدة بتخالف التعاليم المسيحية ... إنت كدة بتدعم إنتشار السلام والحق والعدل .... مش معني إنك تطالب بتغيير دستور أو مواد في الدستور تساعد علي الديموقراطية وتناقل السلطة يبقي إنت كدة بتخالف الحياة المسيحية ... بل بالعكس إنت كدة بتدعم تبادل السلطة بعدل فهيقل الصراع وهيقل سلب الحريات وهيقل الإحتكار ... مبقولش كل الحاجات دي هتنتهي لكن هيكون في مناخ أفضل وأحسن ... مش معني إنك تطالب بمحاكمة مبارك والفاسدين يبقي إنت بتخالف و بتلغي روح التسامح والغفران اللي بيوصيك المسيح بيها ... هو يتوب وربنا يقبل توبته ماشي لكن إنت بتنازلك عن الحق في تطبيق العدالة هتؤدي لسيادة الفوضي ... إنت بتطبيقك ومظاهراتك (السلمية) من أجل ده بتساعد علي سيادة قانون عادل يخلي الكل يخاف ويحترم الغير ويقلل السرقة والجرائم ... نزولك للدفاع عن الكنيسة وبيتك ومحلك كمسيحي ومطالبتك بقانون يحاسب المعتدي لا يخالف روح الغفران المسيحية لكن بيساعد علي نشر السلام وتحقيق العدالة .
ناس كتير بتقول إن دورنا في الوقت ده إننا نصلي وبس وربنا يتدخل ... أنا لا أنكر دور الصلاة ولا ألغي دور الله وأضع الأمور كلها في أيدينا لكن الله والإنسان لديهم دور متكامل يصنعوه معا .... ممكن العمل ده يكون التظاهر السلمي ... ممكن العمل ده يكون إنك تنزل تدافع وتبين إنك مش خايف عشان غيرك يتشجع ويعمل زيك ... ممكن دورك إنك توعي اللي حواليك وتساعدهم مينشروش أي فتنة ويتقوا ربنا في اللي بيقولوه ويعملوه ... ممكن تعمل كل دول وحاجات تانية كتيرة وممكن تعمل حاجة واحدة بس ... لكن لازم تعمل حاجة .
لاري نبيل
عجبني جدا يا لاري .. أسلوبك يشد ..
ردحذفكمل .. لأن الفكر ده لازم ينتشر قبل ما ننقرض :(
أنا عملت شير عالفيس عشان الحلوين يقروا, و يارب يفهموا. قبل ما اتهور
ردحذفمقال رائع لازم كلنا نفكر كدة
ردحذفأعجبت بشدة بمقالك أخ لاري ... بأمانة أنت تستحق الإشادة و لكن لي وجهة نظر قد تتفق أو تختلف معي فيها .
ردحذفالسؤال المهم دلوقتي : هو ليه ربنا مبيدخلش ... ليه الله بيسكت عن اضطهاد شعبه ( الناس عندها تعليم راسخ بيقول ان اللي حاول يمد ايده على الكنيسة أو البابا ،الله قطعها ... قصة السادات و البابا )
السؤال برضه ليه الله مبيعملش كده النهاردة ؟ و لا هو من الأساس معملش كده و احنا اللي لزقناها لربنا
اين القوة الروحية لكنيسة المسيح ؟ فين الآيات و المعجزات التي تشهد عن كنيسة المسيح...
اقولك على حاجة غريبة ... ساعة لما تيطس امبراطور روما حرث هيكل اليهود ، تعرف كام واحد مسيحي مات ؟؟؟؟
ولا واحد ... عارف ليه ؟؟؟ لأن الكنيسة كانت تعرف مواعيد الله و صار الصوت النبوي في الكنيسة يحذر المسيحيين
تفتكر كنيسة البابا شنودة هي كنيسة المسيح ؟ سؤال لو جوبته بأمانة هتلاقي أسئلة كثيرة مكنتش عارف لها اجابة بقت واضحة زي الشمس
آسف للإطالة
YOUA ARE AMAZING
ردحذفأنا موافق تماماً علي معني المقال ولكن رأيي أن المشكلة مش في الناس المشكلة الكبيرة في الكنيسة لأنها هي من تشجع وتعلم وتدفع شعبها في الأتجاه السلبي والخاطيء .
ردحذفيا ريت لو في وقت تقرأ الموضوعين دول من المدونة بتاعتي
(مراجعة مع الكنيسة)
http://logic-emile.blogspot.com/2011/04/blog-post.html
(عتاب مر)
http://logic-emile.blogspot.com/2011/04/blog-post_21.html
شكراً