الخميس، 29 ديسمبر 2011

من يحضر قداس العيد ؟؟؟


ما يزيد الأمر تعقيدا أنها مناسبة دينية وظرف سياسي !!!


مبدأيا تعالوا نضع جميع الأوراق علي المائدة
-        المجلس العسكري بدخوله الكنيسة لا ينوي التوبة أو الإعتراف ولا حتي يريد تقديم إعتذار ... الموضوع برمته هو بروتوكول سياسي ومجاملة معتادة ... فلا داعي لتزييف الحقائق.
-        العسكر يريد هذه الزيارة إستكمالا لمسلسل تطبيع الأمور في مصر وحلقة جديدة من حلقات التناحة المتكررة التي تطل علينا كل مرة من بياناته وتصريحاته : (والنعمة ما أنا دا أختشي مني) ... وتصوير الأمر علي أن الأمور تسير سريانا طبيعيا ومحاولة منه لإظهار طهارة أيديهم من دماء المصريين عامة والمسيحيين خاصة . لا أعلم أمام من فقد فضحوا أنفسهم أمام الجميع !!!
-        إذا فالموضوع برمته سياسي ولكنه في مناسبة دينية ونحن هنا بقبول الزيارة أو رفضها  بصدد إصدار حكم .. هل يعلوا صوت السياسة علي صوت الدين أم العكس ... والمشكلة أن من بيدهم إصدار الحكم هم المسيحيين أو الكنيسة ... وهنا أحب أن أشير إلي أمر هام : ليس للكنيسة سلطة إصدار هذا الحكم ولا المسيحيين .
-        المناسبة دينية ... والظرف و الخصومة سياسية ... هنا اللغط وهنا المشكلة ... وأنا في طرحي هذا أجد نفسي مضطرا للحديث من المنطلق الديني أكثر من المنطلق السياسي لأن المناسبة هنا دينية و المكان المتنازع عليه هو الكنيسة ... وأبدأ طرحي بسؤال : هل ستصبح الكنيسة محكمة ؟ هل ستعلق المقصلة علي باباها بدلا من الصليب ؟ 

-        الكنيسة ليست ملكا لأحد إلا المسيح ... ودينيا نحن أعضاء الجسد والمسيح هو رأس الكنيسة وقائدها ... لذا لا أحد يملك أن يتصرف أو يتحرك بمفرده ويتخذ قرارا منفصلا غير تابعا للرأس ... وإذا حدث ذلك وأصبحت الكنيسة ملك المسيحيين فهي إذا لا يسكنها المسيح وتحولت إلي جدران حجرية يطلق عليها إسم كنيسة مجازا ... الكنيسة هي التي تخضع للمسيح في كل شئ والمسيح في هذه المواقف كان يجلس مع العشارين ( جامعي الضرائب اللصوص ) والزناة والمجرمين ... لم يذكر الكتاب المقدس أن جميعهم قبلوه وتغيروا وتابوا ولم يذكر أنه توقف عن الجلوس معهم ونصحهم ودعوته لهم بالتغيير والتوبة ... والمسيح أيضا من فوق الصليب بعد أن سلمه رجال الدين ( الكتبة والفريسيين واليهود ) لأعدائهم المحتلين الرومان ، ووسط سخرية أبناء وطنه منه وشماتتهم فيه وفرحتهم بعذابه فوق الصليب صرخ قائلا : «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»( إنجيل لوقا 23 : 34 ) ... هذا هو موقف المسيح وهذا هو منطقه في التعامل مع من أذوه وقتلوه .

-        إذا كان رفض قبول زيارة ممثلين المجلس العسكري مبني علي تلوث يديهم بالدماء فلا أحد يستطيع أن يجزم أن كل من في الكنيسة والذين سيشاركوا قداس العيد أبرار وأياديهم طاهرة ... أعرف شخصيا بعض المسيحيين المؤيدين بشدة للمجلس العسكري وسياساته ويبررون له أفعاله علي الدوام وحتي في أحداث ماسبيرو إلتمسوا له العزر وبرروا إستخدام العنف ... هل سيقوم البعض بمنعهم من الدخول للكنيسة في قداس العيد ؟؟؟ أي منا يملك هذا الحق ؟؟؟
-        تذكروا جميعا أن لا توجد خطية كبيرة وأخري صغيرة ... فالمسيحي الذي سرق أخيه أو ضرب إمرأته أو أهانها أو سب صاحبه خاطئ كمن أمر بدهس المتظاهرين وإطلاق الغازات السامة عليهم ومن عزب في الأقسام  ...يقول المسيح في إنجيل متي : «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ . 

-        من إذا بلا خطية ومن يستحق أن يشارك في قداس العيد ومن يجب إقصاءه ؟؟ ألا يجلس المسيحيين المتخاصمين في نفس القداس يوما بعد الأخر ؟؟؟ ألا يتخاصم البعض ويختلف ثم يدخلوا الكنيسة ولا يتصافحوا حتي  ؟؟؟ ألا يرتكب المسيحيين جرائم قتل فيما بينهم ثم يدخلوا الكنيسة ؟؟ من إذا من سلطته التشريع والتفريق والإقصاء ؟؟ من كان منكم بلا خطية ؟؟؟؟
-        الله لا يُخدع ... الله لا تنطلي عليه أكاذيب وإدعاءات البشر (فإن فاحص القلوب والكلى الله البار) (المزمور السابع : 9)  ...لن تنطلي علينا الخدعة .. لن ننخدع نحن بزيارتهم ولن ينخدع الله بزيارة المسئولين العسكريين للكنيسة بينما يديهم ملوثة بدماء المصريين ( مسلمين ومسيحيين ) وهم مستمرين في الكذب والإدعاء والإفتراء... قال المسيح أيضا في ( إنجيل متي الأية 23 ) : فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.

-        إن بداية تدخل الكنيسة في السياسة كانت في مناسبة تشبه هذه حينما ذاد العداء بين البابا شنودة والرئيس السادات ورفض البابا حينها إستقبال المسئولين الموفدين من الدولة في قداس العيد ... ومن هذه الواقعة بدأ إنخراط الكنيسة في السياسة ... وإني هنا أري رغبة البعض في رفض زيارة مسئولين وممثلين من الدولة والمجلس العسكري للكنيسة في قداس العيد – مع إحترامي لأصحاب هذا الرأي – هو تأكيد علي ممارسة الكنيسة السياسة وإمعانا في جعلها تنخرط في العملية السياسية علي الرغم من أن الكل ينادي بفصل الدين عن السياسة !
-        إني أري في قرار رفض زيارة المجلس وممثليه للكنيسة بداية العودة لصكوك الغفران وأحكام الإعدام للهراطقة وكل هذا اللغط والخلط .

-        الكنيسة دورها ديني وهو الكرازة برسالة المسيح وضم كل الناس إلي جسد الكنيسة ... الكنيسة ليست محكمة أرضية تنفذ أحكام الله علي الأرض ... وعلي الرغم من يقيننا جميعا بأن المجلس مدان بقتل المصريين وقلب مسار الثورة إلا أننا لا نملك محاسبته في دار عبادة وإقصاءه من مناسبة دينية .... الله هو الديان وهو من يحاسب ... وإن كان هناك مكان للمحاسبة فقطعا ليس هو الكنيسة .
-        لن يقبل الله توبة العسكريين إلا بعد أن يقروا ويعترفوا بخطأهم ويحاسبوا عليه .. فالحق المدني لا ينكره الشرع الإلهي ... الله ليس بظالم حتي يهدر حق من ظلم وقتل وكل من أمر بقتل أو ضرب أو إهانة شخص سيحاسب .

-        أطالب بمثولهم أمام محكمة ليعاقبوا علي جرائمهم بحق كل المصريين مسيحيين ومسلمين ... ولكن ليس لي الحق لأمنعهم من دخول دارعبادة في مناسبة دينية .

-        العسكر لن يعدموا الحيلة ولديهم رصيد كافي من التناحة وتبلد المشاعر والبرود ليواجهوا أسر ضحاياهم في الكنيسة ... ولكنهم لن يجدوا أيضا مفر من عدالة القانون ولا من عدالة الله ... ولكن الكنيسة ليست المكان المناسب لتصفية الحسابات الأرضية ... الكنيسة دار عبادة وملجأ لكل خاطئ .
-        أري ان دخول المجلس للكنيسة هو بداية لتصحيح مسار الكنيسة وإنفصالها عن السياسة وعودتها لممارسة دورها الروحي فقط .. إخوتي المسيحيين ... إنني أشعر بمرارة كل أب وكل أم فقدوا أبنائهم ، وكل مصاب يرقد علي فراشه غير قادر علي النهوض للإحتفال بالعيد ، وكل شخص فقد نور عيونه ولا يستطيع أن يري أحبائه مجددا ... ولكن السؤال هنا ... صوت من سيعلوا علي صوت من ؟ صوت الدين أم صوت السياسة ؟ وتذكروا أن قبول الزيارة ليس معناه مطلقا عودة المياه لمجاريها ولا قبول إعتزار ولا غفران علي ما حدث ... قبول الزيارة هو بداية النجاة بالكنيسة من مستنقع السياسة ... أو هكذا أري ....

هناك 3 تعليقات:

  1. أوافق كل كلمة...بس ده لا يمنع أن المفروض ميدعوهمش لو جم ييجوا...بس متتبعتلهمش دعوات...مش للدرجادى

    ردحذف
  2. عاجبني الطرح !

    ردحذف
  3. اولا يسقط يسقط حكم العسكر
    ثانيا لا لخلط الدين مع السياسة ولا لتدخل البابا في الحياة السياسية
    ولكن هذه هي تعاليم ديني, (((( كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ، ليس للصالحين المترفقين فقط ، بل للعنفاء أيضا 19لأن هذا فضل ، إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله ، يحتمل أحزانا متألما بالظلم 20لأنه أي مجد هو إن كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون ؟ بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون ، فهذا فضل عند الله ))))

    ردحذف