الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الشك مفتاح الفرج ...



هؤلاء من يمنعون الناس من التساؤل ظنا منهم أن الشك يؤدي إلي عدم الأيمان أشك أنهم مؤمنون بالأساس 


 فالله لا يتعامل مع أحد علي أنه مؤمن بالوراثة ... الله إله تجارب ومعايشة يومية ... الله لا يمكن أن تحده في قالب معين أو فكرة معينة أو شكل محدد ... الله يتعامل بشكل مختلف مع كل شخص ، لا أقصد أنه يتغير لكن كلما بحثت عن الله ستجده بطريقة جديدة مختلفة ، مثل الزهور بالضبط ... فهي عطور، ولوحات فنية ، وعسل ، وزينة ، و دواء في بعض الأحيان وسامة في أحيان أخري ... ولكنها تظل زهور في النهاية

 الله غير محدود والثقة والأيمان به لا يتم بالوراثة ... فلا بد من أن تختبره شخصيا وتتعامل معه بشكل شخصي حتي تدركه وتصدق في وجوده ، إن ما يجعل الله بعيدا وصعبا للفهم والأدراك هو تصور الأنسان عنه ... فنحن نحب الأشياء الملموسة والتي يمكن إدراكها بالحواس الخمس ونميل للإجابات المختصرة ونحب فهم كل الأشياء دفعة واحدة ... قليلون منا هم المجدين الذين يسعون بمثابرة وجد نحو المعرفة ، أما معظمنا فكسولين ونحب الإجابات الجاهزة ، ولا نتوقف كثيرا أمام الأسئلة الصعبة وأوكلنا بعض منا لتلك المهمة ألا وهي البحث وتقديم الخلاصة التي تعيننا علي الحياة بشكل يومي ككبسولة أو حبة دواء يومي .

ولكن الأمر مختلف عند الله فهو ليس مذكرة أو منهج دراسي يتم تلخيصه وتناقله من فرد لأخر ، وهو ليس مجموعة تقاليد وطقوس وصلوات وأيات ، وهو ليس بعيدا حتي نقترب منه عن طريق وسطاء ، لذا فإن إدراك الله مسئولية شخصية علي كل منا ، وهي ليست مستعصية علينا مهما كان مستوانا المادي أو الثقافي أو الأجتماعي ولا حتي عامل العمر يشكل فارقا .... فهناك من أدرك الله في سن متقدم وهناك إيمان الأطفال ... وكما أن هناك أطباء ومثقفين أدركوا الله هناك الفقراء والمعدمين والجهلاء والغير متعلمين

إن إدراك الله لا يحتاج لشئ إلا البحث عنه بجدية ، والبحث يبدأ بالشك والتساؤل .... يجب علينا أن لا نخشي الشك فأنت إن إستطعت أن تخفي الشك بداخلك وتخدع الناس ونفسك فلن تخدع الله ، وهو لن يكافئك ويتغاضي عن عدم إيمانك لأنك بدوت بمظهر المؤمن بينما قلبك عامر بالشكوك نحوه .... يجب أن لا نخشي الشك ، دعك من القادة الدينيين فهم ليسوا مسئولين عن إيمانك ، أنت هو المسئول ، هم ليسوا حكاما عليك فالله هو المسئول وهم من سيحاكم ويدين....  لطالما أضل القادة الدينيين العالم بدعوي حفظ الأيمان بينما الله برئ منهم ، أتهمت الكنيسة جاليليو بالهرطقة عندما قال أن الأرض تدور حول الشمس  بينما لو راجعوا الكتاب المقدس لوجدوا أن تلك الحقيقة العلمية مذكورة في سفر أيوب أقدم أسفار الكتاب المقدس في الأصحاح 38 وعدد 12 "هل في أيامك أمرت الصبح ؟ هل عرفت الفجر موضعه ليمسك بأكناف الأرض تتحول – أي تدور حول محورها – كطين الخاتم "

ليس لك عذر أن الأخرين يضلوك والقادة الدينيين منافقين ومحتكرين التفسير .... الله لم يجعل التفسير مقتصرا علي جماعة معينة وكلامه – بالنسبة لي الكتاب المقدس – متاح للكل للبحث والدراسة والفهم ، لذا فأنه من واجبك أن تدرس بنفسك وتبحث بنفسك إذا أردت الوصول إلي الله ، ولا تحاسب الله علي أخطاء القادة الدينيين ومن يبشرون به ، ولا تحصره في جماعة معينة و تقرر ان تقيمه علي أساس سلوك أفرادها ... الله أعطي الحرية لأتباعه ، وطاعته أمر متروك لهم مع انها واجب إذا هم حقا يتبعونه ، ولكنه لا يمسك بصواعق كـ زيوس يلقيها عليهم حال عدم طاعته ، إن الحرية مبدأ أساسي عند الله وهبه للأنسان ... لذا فأنه من الخاطئ أحيانا الحكم علي الله من خلال تصرفات أتباعه ، أقول هذا أسفا كل الأسف . لأن الله أوصانا أن نكون شهودا له ومبشرين به من خلال حياتنا وكلامنا وسلوكنا وليس كلامنا وشعاراتنا ، ولكننا ويا للأسف غير كاملين ويشوب النفاق أفعالنا وأقوالنا ونترنح كثيرا بين الكذب والصدق ، وتطغي علي أفعالنا الأنانية وحب الذات والشر ... لذا فإن أعداد الملحدين تتزايد يوميا بسبب تعثرهم في من يدعون إنتمائهم لله وكارزين بأسمه ... ولكن كما ذكرت سابقا هذه ليست مسئولية الله 

لا تخش من شكوكك طالما تسعي للفهم ولأدراك الحق ولأدراك الله إدراكا حقيقيا وصادقا ، لا أعدك بإجابات عن كل أسئلتك بقدر ما أعدك أنك ستدرك الله طالما تبحث عنه ... هو ليس بظالم حتي يخفي نفسه ثم يحاسبك علي عدم الأيمان به ، وهو ليس بظالم لأنه لم يوضح كل الأمور بشكل سهل وبسيط وسلس ومجرد .... لقد عرف الأنسان علم الرياضيات منذ قرون ولكن البحث مازال جاريا فيه حتي الان ويكتشف الأنسان أكثر وأكثر بالبحث فيه ، فما بالك بخالق كل هذا الكون وكل العلوم والنظريات ؟ ... الله أيضا ليس بظالم ولم يتركك للجهل والتخبط ... وإلا لم وهبك العقل والتفكير والحرية لتفهم وتدرك وتختارعن إقتناع ؟

إن الفهم والأدراك يأتيان بالمجهود والتساؤل ، والحرية هي هبة من الله لكي تختار بعد أن تفهم وتدرك ، والحياة هي مرحلة تطبق فيها ما تفهمه ، والشجاعة هو أن تواجه نفسك بجهلك وتسعي للفهم وتواجه التغيير الناتج عن فهمك وتتخلي عن معتقدات مريحة حين تدرك فراغها وعدم جدواها ، والسعادة تأتي عندما تدرك أن هذا الخالق العظيم المهوب يهتم بك بشخصك ويحبك ويتحاور معك ويسعده أن يعلمك أشياء قد لا تخطر لك علي بال ، ويريد أن يكون لك علاقة شخصية خاصة به .

هناك 11 تعليقًا:

  1. اية الحلاوة والجمال دة؟
    100 100 بجد
    ربنا يباركك

    ردحذف
  2. Offffffffffff . Ezay Gmda kda ,God bless u dude :D wana elly kont faker nafsy mashy 3la 7al sha3ry :) .. Jesus bless ur work dude :)) keep it up isa :)

    ردحذف
  3. اكتر من رائعة يا لارى .. بتكتب بمنطق وبساطة وقادر توصل الفكرة بسرعة .. ومتفقة مع وجهة نظرك .. استمر :)

    ردحذف
  4. صحيح جداً و مرض اعتياد الاشياء أصاب حتي العلاقة مع الله و لاننا نخاف من تحريك العش فإننا لا نتعلم الطيران و يبقي العش هو الملاذ الامن وتبقي الغابة هي الوجبة التالية و الصراع مع القطط و القرود و لكن الله يريدنا ان نترك العش و نفرد اجنحتنا و نأخذ خطوة شجاعة باستكشاف الجديد و السعي لمنتهي الحياة

    ردحذف
  5. رائعة لكن اختلف معك فى نقطة صغيرة جدا وهي انك استخدمت الكتاب المقدس للدلالة على حقيقة علمية وهذا انا ارفضه

    ردحذف
    الردود
    1. عندما رفضت الكنيسة رأي جاليليو رفضته باعتبار أن الكتاب المقدس ينفي إستنتاجه ويؤكد أن الأرض ثابتة والشمس والكواكب تدور حولها ، في حين ان هذا غير صحيح طبقا للمرجع الذي يتحدثون من خلاله ، لذا فقد ذكرت هذه النقطة فقط لتوضيح أن الأباء والقادة الدينيين يفسرون الكتاب بطريقة خاطئة أحيانا وهم ليسوا المرجع ولا يجب إعتبارهم هكذا .

      حذف
  6. perfect...:) keep it up:)

    ردحذف