وكنا بنتريق علي طريقة هز الضفيرتين ونمشي وراها نتمرجح يمين شمال يمين شمال ونضحك
كانت بتيجي بفستان أو شورت رغم أن معظم البنات كانوا بييجوا
ببنطلون ... كان شعرها مختلف عن البنات ، حتي ضفيرتها كانت مختلفة ، كانت بتعمل
ضفيرتين وكانوا بيتهزوا يمين شمال يمين شمال طول ماهي ماشية ، وكنا بنتريق علي
طريقة هز الضفيرتين ونمشي وراها نتمرجح يمين شمال يمين شمال ونضحك ، ولما تلف
تلاقينا بنقلد ضفايرها نطلع نجري وأحنا بنضحك وهي تبتسم وتكمل طريقها ....
كانت مبتحبش
توسخ أيديها وبتعيط لو لبسها اتوسخ ، كانت الوحيدة من البنات اللي تلاقي معاها كيس
مناديل ، ريحتها كانت حلوة ، باقي البنات كان معندهمش مانع يلعبوا معانا كورة
ويتخانقوا ، وكان فيهم واحدة كنت بخاف منها شخصيا ، نظرا لأن حجمها كان اكبر مني ،
وكان معندهاش مانع تخش في خناقة وتكسر نضارة حد أو تزقه توقعه توسخله هدومه أو تتف
عليه أو تشتمه ، لكن هي كانت بتبص من بعيد وملهاش في كل اللي بنعمله ده ....
ورغم ان كنا
بنتريق عليها لأنها "بسكوتة" ومش زي باقي البنات إلا أننا كنا بنتلكك
عشان نقعد جنبها في الباص لو رايحين رحلة أو تنده عليها وتفتح معاها أي حوار عشان
بس تتكلم معاها ، ومع اننا كنا فطاحل ومتشردين إلا أن كان ليها حضور وكانت لما
بتنده علي حد فينا أو تطلب منه طلب كانت خدودنا بتحمر ونبدأ الغمز واللمز وتلقيح
الكلام علي المحظوظ المتعوس اللي هيتعامل معاها في أي موقف ...
بأختصار كانت "أنثي" من وأحنا في أبتدائي ...
وعلي الرغم من ان جيلي أيام ما كان في أبتدائي يختلف تماما عن الجيل الحالي اللي
في أبتدائي إلا أننا كنا بنحس ناحيتها بحاجة مختلفة ....هي مختلفة ... فيها حاجة
غير كل البنات ... وكنا "بنهاب" الحاجة دي
كبرنا ... وهي كمان كبرت ... ولسة بتهتم بألوان
المانيكير وبلون الجزمة والتوكة وبتلبس فساتين كتير مش في المناسبات بس ، وفي مرة
طلبت منها تعمل الضفيرتين بتوع زمان ... ضحكت وجت بعديها بفترة عاملة الضفيرتين
الصغيرين وأفتكرت أيام زمان
أراهنك أنك دلوقتي مبتسم ابتسامة – لطشيفة – وبتقول :
ياسلاااااام ... ليه مفيش بناويت كتير كدة !!
عشان تكون منصف مينفعش تظلم الأنثي لوحدها أكتر ماهي
مظلومة وتلومها وتقولها انتي ليه مبقيتيش زي زمان ؟.... الأنصاف بيقول أن المجتمع
مش بس ببيظلم و بيطمس معالم الأنثي لكنه كمان بيطمس معالم الذكر ... صدقوني ... الذكر
كمان مظلوم ومضطهد في المرحلة دي ... فكروا فيها كدة !!
أصل الذكورة أتحولت لمشروب غازي ، وأتحولت الذكورة لأنك
تمشي كلامك ، أتحولت الذكورة أنك تعلي صوتك ومتسبش حقك ، أتحولت الذكورة إلي كم
قدرتك علي إخفاء جوانب الرقة في شخصيتك ، أتحولت الذكورة إلي مين هيلحق أذي أكتر
باللي قدامه ، إتحولت الذكورة لـ مدي قدرتك علي حماية الأنثي اللي أصبح بالوقت :
إخفاء الأنثي مش حمايتها .... أتحولت الذكورة تقيم بمدي تعلق الأنثي بالذكر
و طبيعي التشويه بيطول الأنثي برضه ... مؤخرا مثلا أكتشفت
أن تعبير "البنت دي ب 100 راجل" بيضايق كتير من البنات ، ... معاهم
حق!! .... أصل صفات الجدعنة والتحمل والصبر والمسئولية مش صفات ذكورية صرف و أحيانا
البنت بتلطش معاها في كام صفة كدة منهم علي حسب حظها .... فا البنت عشان تبقي
كويسة في عين الناس بقت بتميل لأكتساب صفات الرجل وتنسي أنها مميزة "
كأنثي" ومش محتاجة حاجة زيادة تكتسبها عشان تبقي مقبولة ... وأبتدت تتخلي
طواعية عن صفات أنثوية كتير في سبيل التوافق مع المجتمع ومتطلباته ... وده للأسف
مقتنعة بيه بنات كتير !!
ثم كمان هي هتبقي أنثي أزاي في وسط معمعة الحياة ؟ هتبقي
أنثي إزاي وسط المترو والشارع السلبي والتحرش اللي بيطالها حتي في بيت أبوها وأمها
!! هتبقي أنثي أزاي وهي بتصّحي تِصَحّي وتفطّر وتوصّل وتجري تلحق شغلها وتتلام
وتكمّل وترجع تروّح وتغدّي وتنيّم وتصحّي تذاكر وتعشّي وتناهد وتنيّم وتحايل
وتدادي وتتلام أنها برضه مقصرة !! ... الأجابة هي : هتبقي "أنثي" في
وجود رجل "جنتلمان"
أحنا أصبحنا للأسف بنفتقر للذكور والأناث في المجتمع ده
.... زي ما أحنا محتاجين الأنثي الرقيقة محتاجين الرجل "الجنتلمان" ...
مينفعش أطالب الأنثي أنها ترجع تهتم برقتها وجمالها ودلالها وأنا مش راجل (
جنتلمان ) ... مينفعش حد منهم يبان ويكبر ويعود سالما إلي قواعده بينما الأخر
بيتمادي في البعد عن أصله !!
أنا شخصيا مقتنع أن الدور علي المرأة – أيييييييييييييوة
– في أنها تبدأ في قيادة المجتمع للعودة لطريقه الصحيح ... هقولك ليه ... أحنا
بنتواجه دلوقتي بهجوم أصولي عنيف ... والرد علي هذا الهجوم الأصولي يكون بهجمة
مضادة عن طريق المواجهة المباشرة ... المرأة لازم ترجع تكتشف نفسها وتتحدي التيار
الأصولي اللي بيقوده مجموعة من الرجال والأناث أيضا .
مع أني بطلت أندهش من فترة إلا أني أستغربت من أراء عدد
كبير من البنات في القضايا الخاصة بالمرأة ... أكتشفت ان تفكير نسبة كبيرة من
البنات اللي بتكلم معاهم أصبح "ذكوري" فيما يخص قضايا زي قيادة المرأة
وعمل المرأة وغيرها من القضايا ... عشان كدة مش هينفع يكون الرد علي التيار
الأصولي واحدة واحدة وبطريقة ناعمة ... لا
بد من هجمة قوية مضادة تعيد الكل سالما إلي رشده ... والهجمة دي لما تقودها المرأة
بحريتها وأنوثتها وتحديها هتصعّد المواجهة وتقصر سكك كتير قوي وتضمن نصر كبير ليها
وللمجتمع
محتاجين نعيد أكتشاف ذواتنا عشان نتمتع بتحقيق كل اللي
بنطالب بيه ... محتاجين راجل "راجل" .... وبنت "بنت"
المقال منشور بموقع "نون"
http://www.nooun.net/article/12/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق